bokep kimciltoto kimciltoto kimciltoto mumitoto mumitoto mumitoto mumitoto mumitoto mumitoto mumitoto mumitoto mumitoto mumitoto mumitoto mumitoto mumitoto mumitoto mumitoto mumitoto
من واقعنا الحزين..اموكاي ليس اسمها – أنا إنسان
الرئيسية / سعيدة بنت العياشي / من واقعنا الحزين..اموكاي ليس اسمها

من واقعنا الحزين..اموكاي ليس اسمها

بقلم سعيدة بنت العياشي
فاطنة، هذا كان اسمها، امرأة شابة ، قادتها ظروف الحياة الى الاستقرار بإحدى المدن الكبرى، بعد أن وجد زوجها عملا كبستاني وحارس في فيلا عائلة ميسورة.. مرت مدة عن عمله حين لاحظت مشغلته أنه دائم السفر الى قريته. طبعا هو مجبر على ذلك، من جهة يطمئن على زوجته والاولاد وأيضا يمدهم بما توفر لديه من نقود على قلتها، أو يحضر للسوق الأسبوعي وهي عادة لا مفر منها لدى أهل القبيلة.. ومع كل سفر يتأخر الزوج يوما او يومين مما يجعل مشغلته تقلق: ليس عليه طبعا، بل على أمن فيلاتها ومن يطعم كلابها التي تستهلك شهريا أضعاف المبلغ الذي ذهب الزوج فرحا للتسوق به..


بعد عودته من السفر طالبت منه مشغِّلته إحضار أسرته للاستقرار معه في الفيلا، بدعوى أنها بحاجة الى عاملة نظافة إضافية، والتي لن تكون سوى زوجته.. كانت فرصة بالنسبة لفاطنة للهروب من الظروف القاسية في القرية بعد توالي سنوات الجفاف وضيق ذات اليد أمام الحاجيات المتزايدة للأسرة حيث ضاق الحال ولم يعد من مفر سوى البحث عن ظروف حياة أفضل.
بالقدر الذي أسعد فاطنة هذا الانتقال حيث ابتعدت عن قسوة الطبيعة وغياب أبسط ظروف العيش فيها، بالقدر الذي جعلها تشعر بحرقة و غربة كبيرة في المكان و أصحابه ، فالمدينة ليست هي قريتها بدفئها الانساني الكبير.. حاولت فاطنة التأقلم مع وضعها الجديد، اشتغلت وكدت من أجل إظهار أنها كفء لهذا العمل بالرغم من التعالي التي تراه في وجه مشغلتها ونظرة الاحتقار البادية منها. تجسد ذلك جليا حين وصفتها بالبقرة فقط لأنها لم تستطع قراءة تاريخ الصلاحية على علبة ياغورت تبلتعه المشغلة كل مساء مع القليل من النخالة رغبة في التخسيس، بينما فاطنة تراها بهذا المنظر مجرد دجاجة ستبيض الصبح..
فاطنة بذكائها الفطري عرفت أن الحياة فيها أشياء كثيرة هامة أكثر من البكاء على استهزاء مشغلتها، عرفت أن الانسان المتعلم يختلف عن الامّي، فحتى ابنها البكر ذو 10 سنوات أكد لها على ضرورة التعلم خصوصا و أن المدرسة التي انتقل اليها تعطي دروسا في محاربة الامية للنساء كل مساء، وطالب منها التسجيل حتى تتجنب كلام السيدة الراقية جدا !!.. .
استأذنت من المشغلة لاستغلال وقت فراغها في المساء من أجل التعلم ..فكان لها ذلك.. وهي تتقدم للتسجيل سألتها المعلمة عن اسمها اجابت :أموكاي فاطنة .. قالتها وهي ترسم على وجهها ابتسامة تحدي الجهل و الشعور بالدونية ..كانت مجتهدة وعازمة على اكتشاف عالم جديد وممتع..فكل يوم هناك رقم جديد وكلمة تدخل الى الذاكرة، كل مرة هناك أية كريمة من القرآن تحفظها ، وواكبت على الدروس تميزها لكنتها الامازيغية الجميلة .
مرت الأسابيع بسرعة ، لم تتغيب فيها اموكاي عن الدرس، و في احدى الحصص حضرها بعض المراقبين لعملية محاربة الامية، كانت المشرفة على القسم تريد ان تقدم نموذجا ناجحا في القسم فاختارت فاطنة لقراءة بعض ما تعلمته.. عرفت فاطنة انها فرصتها لإثبات قدرتها وان ظروف العيش هي من تفرض على الانسان أن يكون كما هو، وان لا احد اختار تلك الحياة البئيسة التي فرضت عليهم كالامية و الفقر وكل أشكال التهميش ..نجحت فاطنة في الامتحان امام الحاضرين و من اعجابهم بها قالت لها المشرفة تبارك الله عليك فاطنة اموكاي ، في وقت وجيز نجحت، ما شاء الله عليك بالرغم انك لم تكوني تعرفين العربية ..
وامام اندهاش الجميع وبدل ان تبدي اموكاي فاطنة فرحتها بهذا المديح و التقدير اخذت تبكي بحرقة شديدة ابكت معها زميلاتها في القسم. بصعوبة هدأت من روعها وبصوت مخنوق من البكاء طالبت من المدرسة ان تعمل على تغيير اسمها العائلي فاسمها ليس اموكاي بل فاطنة ايت جوهر.. اندهشت المدرسة من الامر وبادرت بالسؤال و ما علاقة الاسم بما حصل ..
اجابتها فاطنة اليوم أعرف القراءة ولم أعد تموكايت كما قالت لي السيدة ، والتي تعني البقرة بالأمازيغية..
سعيدة بنت العياشي
#أنا_إنسان 

شاهد أيضاً

الطفل ريان ايقونة اليونسيف و الانسانية

في اليوم الذي دفن فيه الطفل ريان الذي سقط في بئر قرب منزله في قرية …

ريان الطفل الذي أبكى العالم

لم يكن احد يعلم ان تلك القرية المهمشة في مكان ما على خريطة المغرب الغير …

الساحة التي ضربتها الجائحة

ساحة جامع الفنا التي صنفت سنة 2008 من طرف اليونسكو تراثا ثقافيا اللامادي للبشرية، هي …

يا صاحبي رجاء

بقلم سعيدة بنت العياشي الكثير منا لا يعرف ماذا يعني مرض الزهايمر،والبعض حوله الى نكت …

من أرشيف المناضل الصديق الأحرش- حفظاً للذاكرة و حتى لا ننسى

يقلم سعيدة بنت العياشي وانا افتح  هذه النافذة وضعت هدفاً امامي و هو ان نطل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.