الرئيسية / الرئيسية / عودي إلي فهناك قلب سيضمك العمر كله 

عودي إلي فهناك قلب سيضمك العمر كله 

سعيدة بنت العياشي
سعيدة بنت العياشي

كانت علاقتهما حديث الحي كله ، يعلم بها الكبير والصغير ، بل يضرب بها المثل في الوفاء . عرسهما كان فقط من أجل سد أفواه المتطفلين و محترفي النميمة . فلم يرقص فيه الا المقربون لأنه كان حفلا محدودا يشبه تماماَ وضعهما المادي فالرابط العاطفي بينهما كان أكبر من كل الماديات التي تفسد الكثير من العلاقات.. بعد الزواج بشهور طفت على سطح علاقتهما مشاكل لم تكن في الحسبان . فالحبمها كان قويا قد ينهزم أمام الضغوطات التي يفرضها التأقلم مع ظرف جديد تتدخل فيه أطراف أخرى قد تكون رافضة من الأصل لتلك العلاقة . ليصبح الواقع بعيدا كل البعد عن شعار العاشقين:” خبز وزيتون الى جعنا يكفينا ويشبعنا “..
علاقتهما التي كانت مثالا جميلا انهارت بعد سنة من الزواج .لم تتحمل هي الوضع فتركت حبها الكبير و رحلت بعيدا عنه .. وبقي هو حزينا داخل تلك الغرفة .. يعيد مسلسل الذكريات الخوالي اصبح كل ليلة يشكو قنينته وحدته وحبه وقوم الظالمين .. يناجي الليل أن يعيد عصفورته الى عشها.. لكن هناك شيئاً عنيفاً كسر ذاك الجناح الذي كان يرف له كل مرة.. لم يجد حلا سوى الاستمرار في الكتابة اليها تماما كما كان يفعل أيام العشق و الحب و الهيام و الانتظار بشوق في راس الدرب .. الآن لا أمل.. فقد فشلت كل المحاولات ليغرق في حمرة قنينته ينغمس في عشق نبيذه يلعن كل من كان السبب في وضعه.. مرت الشهور على فراقهما حين وجدت فجأة شقيقه ينتظر خروجها من العمل، اخبرها ان عليها مصاحبته بشكل مستعجل الى المشفى حيث يرقد زوجها طريح الفراش في حالة حرجة بعد حادث تعرض له ..كانت كل عائلته امام الباب الزجاجي امام قسم الانعاش ينتظرون… الفرج.. لحظة وصولها انهالت عليها الكلمات واللعنات كالمطر ،متهمينها كونها السبب في وصوله الى هذا الحال..أما هي فلم تسمع كلماتهم وربما لم تشعر حتى بوجودهم.. اتجهت الى النافذة الزجاجية تقبلها و تدعو الله ان ينهض من هناك و يبتسم لها كما كان يفعل ..فقط ابتسامة.. هل هذا انت ؟ كيف ؟ لماذا ؟ كانت تصرخ انا لم اتركك بل هي الظروف تركتنا جميعا ! بشكل هيستيري كانت تنادي اسمه وهو في غيبوبته غارقا وسط الاسلاك في غرف الانعاش . التفتت الى شقيقه الأقرب اليها من كل افراد عائلته وشاهدا على كل قصتهما تلوم تأخره في إخبارها بما حصل له.. نظر اليها بحزن قائلا : انت أغلقت كل منافذ التواصل . أخرج ورقة من جيبه ودسها في يدها كانت آخر ما كتب شقيقه : “عودي فهناك قلب سيضمك العمر كله” ..

انهارت وهي تقبل الزجاج الذي يبعدها ، سمعت من يهمس لها : ادعي له شعرت انها النهاية و لم يعد في العمر بقية ..
سعيدة بنت العياشي

شاهد أيضاً

طوفان الافصى

طوفان الأقصى والحرب الانتقامية في غزة

سعيدة بنت العياشي كانت إسرائيل تصور نفسها على أنها الدولة القوية  الأكثر تنظيما و الأكثر …

عروسان تحت الركام في زلزال الحوز

مأساة حقيقية انكشفت اثناء جهود الإنقاذ والمساعدة خلال اللحظات الأولى التي أعقبت الزلزال المدمر الذي …

بين ركام زلزال الحوز قصص إنسانية جد مؤثرة

في أحد أيام الخريف من العام الماضي… كنت أقود خلوة روحانية في ويركان في الأطلس …

زئير لبؤات الأطلس انتصار ضد كوريا… أم انتصار ضد التنمر

بقلم.سومية منصف حجي إن المتتبع لكرة القدم بالمغرب يدرك جليا أن ممارستها من طرف الفتيات …

الطفلة مريم ضحية الاغتصاب والإجهاض السري

اهتز الرأي العام الوطني لفاجعة وفاة الطفلة  مريم ذات 14 ربيعا  اثر تعرضها الى محاولة …