الحرية والكرامة
فجر يوم الأحد الماضي،8 دجنبر 2024؛ حققت المعارضة السورية المسلحة انتصاراً عظيماً على نظام البعث الحاكم بإسقاط نظام بشار الأسد. بعد سنوات من النضال وبعد أيام من الزحف وتحرير المدن السورية الواحدة تلو الأخرى، إلى أن وصلوا إلى دمشق وليعلنوا نهاية حكم الأسد الذي دام لأزيد من نصف قرن من الزمان. مما شكل مفاجئة عظيمة لكل السوريين الذين داقوا كل أشكال التنكيل و العنف من نظام البعث.
فالجميع على علم أن هذا البلد المتجذر في عمق التاريخ بثرائه الحضاري والثقافي والإنساني عرف الكثير من الأحداث العاصفة على مدى العقود الماضية. لاسيما بعد انطلاق ما سمي بالربيع العربي في سنة 2011والذي دفع بشباب درعا و حمص و دير الزور و حماه ودمشق وغيرها من المدن السورية للخروج إلى الشارع للمطالبة بالتغيير ضد القضبة الدكتاتورية ووحشية النظام المروعة التي سيطرت على سوريا لعقود من الزمن. ارتكب خلالها النظام الحاكم مجازر سيخلدها التاريخ في سجله الأسود ويحفظ مرتكبها مع كبار المجرمين في التاريخ الحديث على سبيل الذكر: مذبحة عام 1982 التي راح ضحيتها أزيد 30 ألف شخص في حماة، أو حصار حمص ثم تجويعها عام 2012، أو استخدام غاز السارين في الغوطة بالقرب من دمشق ضد الأطفال في سنة 2013. دون نسيان استعمال البراميل المتفجرة ضد المدنيين وتهجير الملايين من السوريين.
بدا الأمر وكأنه لم يعد هناك ما يمكن أن تتعرض له سوريا أكثر من ذلك تحت سلطة نظام دكتاتوري، إلى أن جلبت لها الأيام العشرة الماضية التحرير.
ربما كانت بداية نهاية الأسد تلوح مع ما شهدته المنطقة من حروب بدأت بغزة وبالمواجهات بين إسرائيل وحزب الله على مدار أكثر من عام والتي تصاعدت إلى حرب مشتعلة على مدار شهرين لم تكن تهتم كثيرًا بمصير الأسد على الأرجح. ولكن ربما كانت هي ما حددت مصيره بعد مقتل قيادة حزب الله وتخلي إيران على دعم حلفائها في المنطقة خاصة في لبنان وسوريا. إضافة إلى تخلي حليف آخر على نظام الأسد هو الروسي الذي يخوض حربا أكثر من 34 شهرا ضد أوكرانيا. مما جعل الطائرات الروسية التي كانت تساعد الأسد في السابق تتخلى عن دعمه أمام الثوار.
صحيح نجحت الثورة وتخلصت سوريا من حكم جائر دام عقود 5 وأكثر ولكن سوريا مازالت تحت أنظار قوى إقليمية ودولية تتربص بسوريا وقد تهدد نجاح ثورتها. يكفي الإشارة أن الكيان الغاصب احتل المنطقة العازلة وشن ضربات في مواقع مختلفة من البلاد بدعوى القضاء على السلاح الاستراتيجي الذي خبأه الأسد.
انتصرت الثورة التي دفعت سوريا أرواح شبابها من أجل الحرية والكرامة، انتصرت سوريا على نظام جائر استبدادي وهي مطالبة اليوم بأتسيس بلد ديمقراطي بمشاركة كل السوريين.
انتصرت الثورة لكنها عرت كخبايا نظام الأسد الذي تفنن في قتل و تعذيب الشعب