يقلم سعيدة بنت العياشي
وانا افتح هذه النافذة وضعت هدفاً امامي و هو ان نطل على تجارب إنسانية مختلفة لأولئك الجميلين الذين حملوا حلماًّ ومضوا في طريقه الطويل دفاع عن الديمقراطية و حقوق الانسان و كرامة المواطن.
ليس الهدف من هذه النافذة قلب المواجع او النبش في الجراح، بالقدر انها مجرد محاولة لمعرفة جانباً من العمق الإنساني في كل تجربة حياتية قد تبدو بسيطة، والهدف أيضا هو حفظ الذاكرة الجماعية و حتى لا ننسى مناضلين رسموا بتجربتهم وصمودهم طريق الامل و آمنوا ان مهما كان الظلم قاسيا لابد للحياة أن تنتصر، ولتنصر الحياة كان لزاماً على المعتقل ان يحافظ على الانسان داخله ، أن يتحدى ظروفا قاسية فرضت عليه وأن يقاوم من أجل الحياة من أجل الانسان في شموليته ومن اجل وطن نحبه حتى النخاع..
هنا ، سنطل على تجربة انسان جميل بكل المعاني، عرفته عن قرب منذ سنوات – ليست طويلة- ولكنها كانت كافية لتكشف معدن هذا المناضل اليساري الأصيل الذي قضى سنوات من عمره وراء القضبان معتقلا سياسيا في زمن اطلقوا عليه سنوات الجمر و الرصاص اعتقل من اجل أفكاره و مبادئ آمن بها وخرج من السجن وعانق مشعل الدفاع عن حقوق الانسان ليس في بلدنا فقط و لكن أيضا في بلدان أخرى في مهام إنسانية اممية لحفظ السلام في أماكن عرفت نزاعات و حروباً أهلية ..
اسمه الصديق ولحكمة ما لا اعرف سرها فإن في اسمه صدقاً على ارض الواقع ، فهو الصديق الصدوق و الوفي وصديق الانسان في كل مكان.. وهو المناضل والسياسي والحقوقي وفوق كل هذا هو الانسان الجميل وهو الصديق الاحرش.
ولأن الكثيرين يعرفون مساره النضالي ودفاعه عن الحرية و الكرامة و حق المواطن في العيش الكريم ، كما يعرف عنه دفاعه المستميت لحفظ أرواح الأبرياء في مناطق النزاع الدولية وواحد من الذين زرعوا بذور الامل من خلال برامج تهم النساء و الشباب في العالم .وتلك تجربة رائعة أتمنى الرجوع اليها بالكثير من التفاصيل من بعد ..
الصديق الاحرش المناضل و الانسان يفتح ارشيفه لنطل من خلاله على تلك اللحظات الإنسانية التي جمعته و رفاقه داخل السجن المركزي بالقنيطرة لن نتكلم عن السياسة ولن نعيد ما قاله آخرون من قبل.سنفتح صفحات من ارشيف ذاك الانسان الذي أغلقت عليه الأبواب الحديدية و بقي هناك يعد الأيام في انتظار يوم الحرية ، حديثنا ليس للنبش في المواجع وإعادة سرد تفاصيل الاعتقال و التعذيب ولكن سنحكي تفاصيل حياتية أخرى حفظا للذاكرة وحتى لا ننسى كيف انتصر الانسان من أجل الحياة..
سعيدة بنت العياشي
#أنا_إنسان