سعيدة بنت العياشي

كنت كلما زرته اقنع نفسي انه سيتعافى و يرجع كما كان.. لكن كل مرة كان هناك تراجع في صحته وكل مرة كان يبهرني بقوة ارداته على تغلب المرض تاثرت صحته كثيرا بانعكاسات مرض السكري في البداية على الكلي ثم على البصر و السمع .. وتطور المرض وازدادات معاناته .. لكن رغم كل ذلك لم تؤثر على عزيمته و اصراره على خوضه في نقاشات حول القضايا السياسية .. كان يردد لازمته إذا لم يتم الاهتمام بالامازيغ في لا مستقبل لأي مشروع سياسي ..

كنت كلما زرته اقنع نفسي انه سيتعافى و يرجع كما كان.. لكن كل مرة كان هناك تراجع في صحته وكل مرة كان يبهرني بقوة ارداته على تغلب المرض تاثرت صحته كثيرا بانعكاسات مرض السكري في البداية على الكلي ثم على البصر و السمع .. وتطور المرض وازدادات معاناته .. لكن رغم كل ذلك لم تؤثر على عزيمته و اصراره على خوضه في نقاشات حول القضايا السياسية .. كان يردد لازمته إذا لم يتم الاهتمام بالامازيغ في لا مستقبل لأي مشروع سياسي ..
بين زيارة و اخرى كان الهاتف هو وسيلة التواصل بيننا .. حتى وان انشغلت عنه احيانا كان يفاجئني باتصال لاطئمنان علي فاخجل من نفسي .لماذا لم سأل عنه انا هذا الصباح.. لا انسى انه كان يتصل احيانا وهو يخضع لعملية تصفية الدم المتعبة والساقة وكان ءلك من شيم اخلاقه….
تتزاحم الاحداث و المواقف الان و انا في حالة صدمة كبيرة امام هذا الفقدان الجلل ، فمن المستحيل تعويض بوزيان .. مناضل من طينة ناذرة لا هم له سوى الكادحين ..كثيرا ما حكى لي عن تجربته حين كان يشغل مستشارا لوزير الصحة الوردي وما قام به لفك العزلة عن مناطق نائية في المغرب العميق هناك في اقاصي الجبال حيث المواطن لا يملك الا رحمة الله فكان بوزيان حاضرا مع اطقم صحية في قوافل طبية او داخل مستوصفات القرب او المراكز الصحية . فكان يقضي جل وقته يتنقل بين المداشر والقرى يقوم برسالة اخلص لها وهي حب البسطاء و الكادحين ..
كلما زرته كنا نحكي تلك السنوات الطويلة من النضال المشترك من الاعتقال السياسي الى النضال الجماهيري وسبل التجذر وسط الكادحين..كنت اشعر بالدفء وانا في بيته فقد عرفت والدته ذات يوم امام باب السجن حين كنت ازرو المعتقلين كانت هونا وهو اسم والدته تلك الامازيغية الجميلة بوشمها الناصع على وجهها الجميل كانت تخفي دموعها اثناء زيارته وكانت تحمل له كل ما لذ وطاب فبوزيان يجب ان يتغذى جيدا وهو في السجن لكن بعد كل زيارة كانت تبكي بحرقة و تردد كلام امازيغي عرفت فيما بعد : بوزيان لا يستحق السجن . خروجو ولدي من الحبس ..
في آخر لقاء يوم الاحد الماضي كان بوزيان منهكا جدا جلست قربه اخبرته اني معه و سازوره نهاية الاسبوع القادم . ضغط على يدي وقال لي:
سعاد اينو ..سعاد اينو
قلت له نعم اطمئن انا معك
قال لي بصوت منخفظ وكانه يخشى ان تسمعه والدته
سعاد اينو انا كنموت ..
تألمت كثيرا وقلت له : واش سخيتِ بنا يا بوزيان ؟
اجاب على الفور : والله ما سخيت بكم .. قوليها للرفاق راه ماسخيتش بكم.