بقلم سعيدة بنت العياشي
استيقظت فرحة فطلبت من الجن ديالي ان يأخذ لي صورة تذكارية وأنا اقضي الاسبوع الثالث من الحجر الصحي نظر الي وقال :بلاش أخالتي سعيدة صبري شوية حتى يفتحوا الصالونات لان الشعكوكة ماشي حتى لهيه في الصور، فهمت ان الحجر الصحي جلعنا لا نهتم كثيرا بذواتنا.. وان هناك تحولا عميقا داخلنا لم يعد الشكل فيه يعتبر اولوية ،فلم يعد هناك اهتمام كبير بتصفيف الشعر أو اختيار لباس مناسب لكل يوم، بل أظن أن اغلب النساء مثلي قد نسوا مساحيق التجميل. واذكر هنا تلك الرسالة المتداولة : أختي عفاك مشطي شعرك وديري شوية ديال المكياج راه هذا الحجر الصحي وليس العصر الحجري ..ويرجع هذا لسبب بسيط ان هناك شيئا أهم وهو مراجعة الذات.. والوقوف أمام المرآة لتطرح السؤال إلى أين نسير ؟ وما هو دورنا في هذه الحياة ؟ وماذا قدمنا لأنفسنا وللآخر ؟ بل هل ستكون لنا فرصة لتصحيح بعض من أخطائنا..
فكثيرة هي الدروس المستقاة من البقاء مع الذات وجها لوجه تراجعها وكأنك أمام امتحان إثبات الكفاءة في مجابهة صعاب الحياة و ملزم بالإجابة على تلك الأسئلة التي تطرحها على نفسك وأنت واقف أمام المرآة تنظر إلى كل تلك السنوات وهي تمر أمامك كفيلم لم يكن لك الوقت الكافي للتمعن في كل أحداثه بدقة كافية ،.قد لا تستطيع الإجابة و قد تصدم من تصرفاتك وردود أفعالك ،و حتى تعاملك مع الآخرين . لكن الشيء الأكيد ان لاشيء سيبقى كما كان و أن هناك رجة عميقة وقعت في دواخلنا أخرجت كل شيء إلى السطح لنراه عاريا أمامنا ..كل ما كنا نتجاهله عن قصد او دونه ها هو يبدو الآن مكشوفا دون مساحيق و لا مجاملات.. لا نستطيع إعادة عقارب الزمن الى الوراء و تصحيح اعوجاج بعض الأحداث او ترميمها او حتى تفاديها ليس باستطاعتنا القول يا ريت الذي وقع ما سقطنا فيه.. لكن أيضا لا يمكن ان يتحول هذا الجلوس مع الذات الى جلد لها لأن ذلك سيضعف مناعتنا في مواجهة الآتي من الأيام. بل يمكن تحويله الى تصالح تام مع الذات.
فشخصيا بقيت الاسبوع الاول من الحجر الصحي لا اقوم بأي شيء سوى التفكير في هذا المجهول الذي ينتظرننا و هذا الشعور باننا قد ننتهي في أي لحظة، هكذا، بهذه السرعة و بشكل مفاجئ، لم أفكر في التسابق على المواد الغذائية كما فعل الكثيرون بل شي وحيد اشتريته وبشكل وافر هو أكل قططي حتى لا تموت جوعا ، الأيام الأولى من الحجر الصحي كانت فرصة بالنسبة لي لاكتشف اني اصرف الكثير من المال في أشياء لم تستعمل ابدا فقط لأنها أعجبتني اشتريتها وليس لأني كنت بحاجة اليها (ملابس، أحذية ، حقائب أدوات منزلية وغيرها ) اكتشفت ان التسوق العشوائي مرض علي التخلص منه واستثمار ذلك الوقت في اشياء ذات منفعة يكون أفضل. اكتشفت ان لي الكثير من الإمكانيات والأفكار يمكن ان تستغل بشكل جيد وان اشرك فيها اخرين..كما اني صدمت وأنا امام المرآة ان علي مراجعة الذات وضبط الغضب و ردود الفعل القوية و الحادة في بعض المواقف. ومراجعة بعض الأشياء وما هي المسافة بين من يستحق الحب ومن يلزمه الغباء احيانا.. تلك نماذج .. في تدوينة قادمة من أوراق من الحجر الصحي .
وانت يا صديقي/تي ماذا اكتشفت في حجرك الصحي ؟؟
سعيدة بنت العياشي