اسمها زهرة وهي كذلك :مشرقة بشوشة وأكثر حباً لهذه الحياة بالرغم من قساوتها وظلمها في الكثير من الأحيان، زهرة هي صديقتي المراكشية تلك السمراء الجميلة بحجمها الكبير في كل شيء طولا و عرضاً، عندما تقابلني تطلق صرختها المدوية تعبيرا على المفاجأة مصحوبة بكلمتها المعبرة عن كل الحب : وااااااااااااااو بنت الحرام جيتي تاني ..، فتحضنني بكل قوتها ولولا سمنتي لتكسرت عظامي. لندخل في هستيريا الضحك و التقشاب على حالنا وما يواجهنا من متاعب الحياة.. إنها زهرة تلك المرأة المطلقة و التي تكفلت بتربية ابنها وحيدة تواجه الظروف الصعبة، تشتغل كعاملة في احدى الفنادق. ذات صباح وهي متوجهة الى عملها ركبت دراجتها النارية لم تبتعد كثيرا حين تذكرت بداية حملة توقيف الدراجات التي لا تتوفر على التأمين. فقررت الرجوع الى البيت، تركت الدراجة في أمان الله، و خرجت مسرعة مشياَ على الاقدام بحثا عن وسيلة نقل حتى تصل الى عملها دون تأخير.. وهي كذلك كانت كل العيون تنظر اليها، لا أحدا مر من جانبها دون أن يدقق النظر جيدا .. وهي تلتفت اليهم مبتسمة و تتساءل عن سبب لهذا الفضول المفاجئ ، وتقول مع نفسها : ما بهم اليوم ، ما الجديد عندي ؟ صباح زين هذا.. ولد الحرام الموتور، حرم الناس من الاستمتاع بالزين ديالي على الصباح، دوماج عليهم.. لم تكمل ابتسامتها حتى صدمها احد المارة حين اقترب منها و قال لها : أختي راه نسيتي الكاسك في راسك ..
المهم هي اكيد رددت أغنية الصدمة كانت قوية.. لكن أنا يكفيني تخيل المنظر لأموت من الضحك ..
من مذكرات مراكشية
سعيدة بنت العياشي
#أنا_إنسان
