الرئيسية / الرئيسية / أنا إنسان.. لا لقيط
طفل

أنا إنسان.. لا لقيط

حين يُدان الطفل بكلمة قبل أن يتعلم الكلام
بقلم: سعيدة بنت العياشي

طفل

الصورة موجعة، لا لأنها مؤلمة فقط، بل لأنها توثق لحظة ظلم صامت.

بعينيك المغلقتين تنام وكأنك تحلم بعالم رحيم.
لكن على صدرك، طُبعت أول خيانة لهذا الحلم: كلمة جافة، قاسية، لا تليق ببراءتك.

من كتب على جسدك “لقيط” لم ير فيك الإنسان،
لم يبصر فيك طفلًا،
ولم يشعر بثقل الألم الذي تحمله تلك الكلمة،
كأنها حكمٌ أبدي بالخزي على قلب لم يرتكب ذنبًا.

لا أعرف مصدر الصورة ولا البلد الذي التُقطت فيه، لكن ما توثقه مؤلم بما يكفي.
إنه مشهد يعكس حاجتنا العميقة، في بعض المجتمعات، لإعادة اكتشاف إنسانيتنا…
ولنتذكّر أن الطفل الذي لا حول له ولا قوة، لا يجب أن يُحمّل وزر عالم لم يختره.

تلك اليد المرتجفة التي خطّت تلك الكلمة بإصرار، تجهل أنك لست “لقيطًا”،
بل شاهد على قسوة مجتمع يحتاج أن يتعلّم من جديد:
أن الاحتضان أعظم من الإدانة،
وأن الكلمة الجارحة قد تقتل فينا أشياء أكثر من السلاح.

هذا الفعل  ليس مجرد خطأ، بل صدمة تتعارض مع أبسط القيم الإنسانية،
ويكشف عن خللٍ عميق في نظرتنا لهؤلاء الأبرياء الذين قذفتهم الحياة بلا ضمانات.

أن يوصف رضيع لم يجف بعد ماء ولادته بكلمة “لقيط”،
هو جريمة بحق كائن اسمه “إنسان” له حقوق تضمنها كل المواثيق الدولية

هؤلاء الأطفال ليسوا أبناء “العار”… بل ضحايا مجتمع.
ليسوا “لقطاء”، بل أرواح بريئة تبحث عن احتواء، عن حضن، عن حياة لا يُصادرها التحقير.
أنا انسان 

شاهد أيضاً

محمد لجم

محمد الجم، الرجل الذي…

سومية منصف حجي بربطة عنق تدلت فوق حزامه وتجاوزته ببضع سنتيمترات، وسروال في خصام دائم …

لماذا ذاكرة سلا والتاريخ الراهن؟

يخترق مفهوم الذاكرة، كتمثل قيمي وكتراكم معرفي ، تاريخية الفكر الإنساني وشواهده الحضارية منذ فجر …

ذكرى الوفاء

الصديق : لقد اخترت رفاقي وما ندمت

بقلم:  سعيدة بنت العياشي عندما زرته في ذاك اليوم كان الصديق الاحرش يمر بوعكة صحية …

عزة

مائة يوم غيرتْ وجه العالم…

بقلم ؛ صلاح الدين الوديع أمام ما لا يمكن للغةٍ أن تعبر عنه وعلى مرأى …

عودي إلي فهناك قلب سيضمك العمر كله 

سعيدة بنت العياشي كانت علاقتهما حديث الحي كله ، يعلم بها الكبير والصغير ، بل …