أنا إنسان

كان يزورها بين الحين والآخر في دار المسنين.
وفي إحدى المرات، جاءه اتصال عاجل:
– تعال بسرعة، والدتك تحتضر.
وصل مُسرعًا، جلس قربها، أمسك يدها المرتجفة، وهمس:
– أماه، ماذا تتمنين قبل أن ترحلي؟
ابتسمت بصعوبة، وقالت:
– أتمنى أن تضع مراوح في هذا المكان…
فالحر لا يُطاق.
وأن تُهديهم ثلاجات تحفظ الطعام الجيد،
فقد نمتُ ليالٍ كثيرة بلا عشاء.
فوجئ وسألها:
– الآن تطلبين هذا؟ لماذا لم تشتكي من قبل؟
تنهدت وقالت بهدوء موجِع:
– لقد تأقلمت مع الحر والجوع، يا بني.
لكنني خائفة ألا تستطيع التأقلم أنت،
عندما يأتي بك أبناؤك إلى هنا ذات يوم…
أنا إنسان
مع التحيات لصاحب القصة الأصلية
أنا إنسان مدونة تعنى بالقضايا الإنسانية