الكثير منكم يعرفني باسم سعاد مزو وهو اسم فيسبوكي، لأني انا، سعيدة بنت العياشي الاسم الذي كنت أوقع به مقالاتي في الجريدة طيلة سنوات طوال، الاسم له أيضا ارتباط روحي بالزعيم عبد الله العياشي، الذي كانت تعجبه مقالاتي ويمازحني حين يناديني حفيدتي. لكني دائما كنت افتخر كوني بنت العياشي، ابي، ذاك الانسان البسيط والجميل في كل شيء، والذي علمني ان الحياة لا تساوي شيئا عندما نتخلى على انسانيتنا ، وعدم تقديم المساعدة لمن هم في حاجة اليها ..
انا سعيدة بنت العياشي الانسان الذي اشبهه كثيرا ، كان ابي الرائع و صديقي الذي يفتح قلبه ليفرغ ما به ، حتى هو ينسى احيانا اني ابنته ليناديني بأختي .. كنت اتصل به صباح كل يوم وبعد إصابته بوعكة صحية قبل سنتين بدأت اقلق عليه كثيرا، فعندما اتصل عدة مرات و لا يرد اشعر بلحظة جنون ،لا اعرف ان كان عدم رده سببه عدم شحن الهاتف ام انه مريض وبحاجة الي .. اكرر الاتصال وعندما يرد اتنفس الصعداء لأقول له على الفور: افينك أصحابي قتلتني غادي تجيب لي السكر ؟ فاسمع ضحكاته تخرج من الهاتف يعرف ان عصبيتي بسبب عدم الرد.. فيبادر بالقول: سعيدة أ سعيدة انا راني في التكوين دابة ..اسأله أشنو كتدير ؟ راني كنصاوب واحد البراد ديال اتاي بيتي شي كاس ؟
فنضحك وأنسى قلقي عليه وننخرط في حديثنا الممتع الذي لا اشبع منه نتبادل الأخبار و حالة الطقس و السؤال يشمل كل شيء حتى القطة بلانكا وفي نهاية كل حديث يقول تهلاي في بلانكا شري ليها الحوت و الكفتة اما الفرماج غادي نجوبو ليها ، طبعا فأول شيء يقوم به عند كل زيارة لي في الرباط هو المناداة على القطة ويفتح حقيبته يخرج علبة الفرماج الكبيرة الحجم و يقول لها بلانكا هاكي هذا ديالك عندك يكالو ليك شي حد .. وطبعا المقصود هو انا.. ونضحك..
انا سعيدة بنت العياشي الانسان الذي تجمعني معه مجموعة من الطرائف والحكايات عندما يأتي لا نتوقف على الضحك و عندما يأتي يجب ان اكون في عطلة عن العمل حتى اتفرغ للحديث معه ، الحديث الذي لا ينتهي و الضحك الذي لا ينتهي. أحيانا يتبعني الى المطبخ ويقول اساعدك في شيء فقط لأنهي تحضير الاكل بسرعة لنتمم قصصنا. متعة هو الحديث معه، ولأنه يعرفني مجنونة لا يخبرني بالأشياء المحزنة، اوعن احد ما داس له على طرف الا عندما أعده أني لن اغضب.. ومع ذلك اجن واغضب..واعده بالانتقام .. آخر زيارة له كانت في عيد الاضحى الماضي كان حين يعجبه ما كنت احضر له من اكلات كان يضحك ويقول الله يعطيك الصحة بركاش مات و خلاك خليفة ليه ..ونضحك.
انا سعيدة بنت العياشي الانسان الذي عندما اخبره اني قادمة الى مراكش لا ينتظرني في البيت بل اجده واقفا في الطريق المؤدي الى البيت لأن الانتظار احيانا قاتل امام شوق كبير اعانقه بشدة ويغرقني بالقبلات وقد نجلس على كرسي في حديقة او على طروطوار او نقف جانب الطريق، المهم ان نشبع من بعض وان أطمئن عليه و على صحته وان يجيب على لائحة الاسئلة المعتادة عن المرض و الادوية و الحرارة و البرد وعن كل شيء بعد الاطمئنان تكون الحياة جميلة وتكون مراكش اجمل مادام باعيوش بخير..
سأحكي لكم الكثير من الطرائف التي وقعت معه في مقالات قادمة..
انا سعيدة بنت العياشي ذاك الانسان الجميل الذي كلما حان الفراق كانت دموعه تسبقه ويبكي بحرقة ويبكيني معه
مرت اليوم اربعون يوما كاملة على رحيله و مازلت لم اصدق كيف رحل، لا ابكي حتى لا يشعر بي و يحزن ، اخاف من
حزنه أخاف ان يراني كئيبة فيبكي وانا تقتلني دموعه ، أريده فرحا كما كان حين يعانقني بشدة و يقبلي بشدة و يقول لي مادام عندي سعيدة فلن ينقصني شيء. تكفيني سعيدة في الدنيا لأكون بخير، فكيف سأكون انا بخير الان؟، هل تعرف اني اهرب من صورك و تسجيلات الفيديو التي كنت فيها سعيدا مرحا تملأ البيت بضحكاتك.؟ . هل تعرف اني احاول الاتصال بك كل صباح فاصدم حين اتذكر انك لن ترد علي ، وانك رحلت فأهرب من اللحظة لأتذكر كلماتك ودعواتك وقولتك الشهيرة ما عرفت فين نخبي سعيدة ..
وانا يا ليتني عرفت كيف أخبئك وأنت داخل قلبي و لا يخطفك مني الموت ..
سعيدة بنت العياشي
#أنا_إنسان