الرئيسية / إنسان وراء الشمس / كيف انتصرت الحياة ؟

كيف انتصرت الحياة ؟


بقلم سعيدة بنت العياشي
الكثير منا حين يذكر السجن يتبادر الى ذهنه (وهذا صحيح طبعا ) صورة احتجاز أشخاص داخل الزنزانة محرومين من الحرية  حسب مدة سجنهم التي قد تدوم لمدة قليلة او لسنوات طوال وراء تلك الاسوار العالية و الأبواب الحديدية ذات الألوان الداكنة التي تزيد من قتامة المكان.. هناك الحرية مقيدة بضوابط وحدهم حراس السجن و القائمين على تلك المؤسسة و من هم فوقفهم بدراجات إدارية يتحكمون في ذاك الفضاء، و توقيت فتح الأبواب ورؤية الشمس او البقاء في عتمة الزنزانة .



لا احد منا نحن الذين خارج هذه التجربة يعرف بالتدقيق كيف يقضي السجين يومياته ، بل كيف يتجاوز عملية احصاء الأيام و أحيانا السنوات  ليحافظ على كينونته كإنسان  و أن يبقَ صامداَ  ويدافع عن حقه في الحياة كإنسان بكل كرامته ..

فعديدة هي الكتابات التي قرأت والتي سطرها معتقلون أغلبها عبارة عن سرد تجارب إنسانية صعبة مثل ظروف الاعتقال والصراع السياسي والتعذيب النفسي والجسدي المحط من الكرامة..او الكتابة عن المحاكمة ووصف تفاصيل الصمود تحت سياط الجلاد وغيرها.. وتفاصيل كثيرة عن النضال من داخل السجن من اجل تحسين ظروف الاعتقال ومن أجل الحق في حفظ كرامة السجين.. كلها كتابات يسمو فيها الانسان فوق كل آلات التعذيب ليبقى كما ولدته أمه حرا ..
و هنا، في هذه نافذة سنطل على تجارب إنسانية، اخرى / عن جوانب جميلة في الحياة  طبعاً هناك جمال حين يبدع الانسان في مقاومته للظروف .سنفتح نافذو نطل من خلالها على السجين بعيدا عن السياسة ولكن قريب منه كانسان ..

هي أوراق بقيت و لحظات للتاريخ من أرشيف المعتقلين السياسيين مجموعة 77 بالسجن المركزي بالقنيطرة.. مناضلون حلموا بالتغيير وقضوا زهرة شبابهم وراء القضبان  ..
هي بداية وما أجمل البداية حين تكون في حضرة انسان جميل بحس انساني عميق.. ما أجمل البداية حين تكون مع المناضل والحقوقي وصديق الجميع صاحب ابتسامة الأمل مع المناضل الصديق لحرش الذي فتح ارشيفه لننقل بعضا من حياة معتقلين قضوا سنوات من شبابهم دفاعا عن كرامة الانسان ..
في كل ورقة حكاية و في لكل حكاية أبطال أتمنى من كل الذين وصلهم هذا المقال ممن لهم لمسة في ترميم جسد انسان وراء القضبان ان يساهم حتى تنكسر قضبان السجن و ننتصر الحياة..
تفاصيل عن مباراة دولية في كرة القدم بين فريقي يافا و حيفا و عن مقالات بخط اليد للمجلة الحائطية و كيف اشترى المعتقلون اول تلفاز ملون و تفاصيل أخرى سيتم نشرها هنا على موقع #انا_انسان ..

 

شاهد أيضاً

عودي إلي فهناك قلب سيضمك العمر كله 

سعيدة بنت العياشي كانت علاقتهما حديث الحي كله ، يعلم بها الكبير والصغير ، بل …

طوفان الافصى

طوفان الأقصى والحرب الانتقامية في غزة

سعيدة بنت العياشي كانت إسرائيل تصور نفسها على أنها الدولة القوية  الأكثر تنظيما و الأكثر …

عروسان تحت الركام في زلزال الحوز

مأساة حقيقية انكشفت اثناء جهود الإنقاذ والمساعدة خلال اللحظات الأولى التي أعقبت الزلزال المدمر الذي …

بين ركام زلزال الحوز قصص إنسانية جد مؤثرة

في أحد أيام الخريف من العام الماضي… كنت أقود خلوة روحانية في ويركان في الأطلس …

زئير لبؤات الأطلس انتصار ضد كوريا… أم انتصار ضد التنمر

بقلم.سومية منصف حجي إن المتتبع لكرة القدم بالمغرب يدرك جليا أن ممارستها من طرف الفتيات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.