بقلم الصديق الأحرش
يحتوي هذا الكتاب، الذي تم إنجازه بمناسبة لقاء 18 فبراير 2022 الذي استدعيت له جميع المجموعات والافراد ضحايا سنوات الجمر والرصاص اللذين ارتبطوا بشكل أو بآخر بتنظيمات الحركة الماركسية اللينينية، الى الأمام، 23 مارس ولنخدم الشعب، على نص عبارة عن قراءة “لحاملي الحلم الجميل” من توقيعي وتوقيع الرفيق محمد البشير الزناكي.
كما يضم ورقة للعزيز المناضل احمد حبشي تعرف ببواعث تنظيم هذه اللقاءات التي اقتصرت في جلها على مجموعة محاكمة يناير 1977. وانفتحت في اللقاء السادس على المجموعات 48 و26 و15.
إذا كانت اللقاءات الثلاثة الأولى اقتصرت على الجانب الإنساني الحميمي والطربي، فان اللقاءات الثلاثة الأخيرة اعتمدت مقاربة أخرى بحيث عرف اللقاء الرابع تكريم فقيدنا الرفيق المشتري بلعباس والرفيق عبد اللطيف الدرقاوي. كما قدمت الصديقة حليمة زين العابدين، إحدى ناشطات حركة العائلات، شهادة في حق العائلات ونضالها على جانب أبنائها المعتقلين السياسيين، فضلا عن عرض شريط من إنجاز فقيدنا الرفيق علي القيطوني حول الحياة السجنية وتكريما لمن افتقدناهم إلى ذلك الوقت.
وتميز اللقاء الخامس بتكريم المناضل والمحامي الحر، عبد الرحيم برادة من جهة وتقديم كتاب الرفيق بلعباس المشتري.
أما آخر لقاء، فقد كرمنا فيه، بحضور زوجته، المناضل فرانسوا ديلا سودا منسق لجن مناهضة القمع في المغرب، وذلك لما أسداه من خدمات ودعم للمعتقلين السياسيين وفضح الاستبداد. وكانت أول مناسبة اصدرنا فيها كتيبا يضم شهادات حول الراحل.
هذا اللقاء رقم 7، يأخذ بعدا آخر ومقاربة جديدة تتمثل في:
– إشراك أغلب إن لم أقل جل المجموعات والأشخاص اللذين ارتبطوا بما نسميه اليسار الجديد.
– توثيق الذاكرة لحفظها تحت شعار حتى لا ننسى ولتمكين الجيل الحالي والقادم من معرفة ما جرى وحتي لا يتكرر ما جرى.
– بذل جهد كبير قدر المستطاع للتعريف بمن افتقدناهم خلال هذه المسيرة. أكيد فيه نقص غير مقصود بحيث عملنا باستمرار ودون ملل لحث الرفاق على المساهمة بشهاداتهم ومدنا بمعلومات. ننشر ما توصلنا به. وسوف تلاحظون ان بعض الرفاق حظوا بأكثر من شهادة. وقد عملنا على نشر كل ما توصلنا به. اما المساهمات التي لا تدخل في خانة الشهادات، فقد أضفناها في الملاحق.
وتجدر الإشارة إلى أننا استعننا في بعض الشهادات بما وفره لنا موقع نورالدين الرياضي، له منا ألف شكر وتقدير.
ومن جهة أخرى أرتأينا أن نفتح، بعد بسط الشهادات، نافذة لتبليغ تقديرنا وامتناننا لعائلات المعتقلين السياسيين (أمهات، زوجات، أخوات، حفيدات، آباء وإخوان). فكل ما قيل ونستمر في قوله لن يفيهم حقهم وسيبقى دون ما عانوه وقدموه من تضحيات بصمود وعزيمة وإصرار. يكفيهم فخرا أن التاريخ يسجل لهم الفضل في تفجير طاقات حقوق الإنسان بالمغرب والمساهمة في تأسيس أولى تنظيمات حقوق الإنسان وتنشيطها.
وأدرجنا في نهاية الكتاب ملاحق تضم مساهمات لرفاق نعزهم من اجل توثيقها حتى لا يطالها النسيان.
وأخيرا وليس آخرا، لا بد من الإشارة إلى أن هذا الإصدار لم يكن ليرى النور في هذه الحلة، لولا مساهمة رفيقين وصديقين عزيزين، المناضل محمد بلوط من مجموعة محاكمة يناير 1977 الذي لم يتوان في ترجمة النصوص، وبعضها كان صعبا، بأسلوب حظي بإعجاب أصحابها. واستمر في مراجعة الكتاب. والصديقة الغالية المناضلة سعيدة مازو صاحبة موقع “أنا انسان” التي ساهمت بانتظام وتفان في تصفيف الكتاب ورقن الكثير من النصوص كما رافقتني بشكل متواصل في إخراج هذا العمل للوجود.
طبعاً، هناك جنود الخفاء وأخص بالذكر الرفيق والصديق محمد نصر الدين الذي سهر على متابعة تحضير اللقاء بشكل متواصل. له منا الشكر الخالص.
من جنود الخفاء، أيضا، مجموعة من الرفاق الذي يحرصون بتفان على تغطية نفقات لقاءاتنا والذين يرفضون ذكر اسمائهم. لهم منا كل التقدير والامتنان.
وأصل إلى اللجنة المشرفة، والمجهود المبذول من طرف الرفيق العزيز الحبيب بنمالك، رغم وضعه الصحي، حيث كان يتابع ويسهر على عمل المطبعة، وخشية على حالة الصحية، ينتقل باستمرار لمنزلي لمتابعة ما أنجز.
والرفيق احمد حبشي غني عن التعريف وعن التذكير به، مبادراته، مساهماته، وسهره المتواصل على هذا العمل ولا يبخل في إنجاز ما يقترح عليه.
وفي النهاية، لا بد من الإشارة إلى اصدار طبعة جديدة باسم “حاملي الحلم الجميل” لكتاب محمد صعيب، “سنوات الجمر والرصاص” الذي يؤرخ للمحاكمات السياسية ببلادنا.
اتمنى ان تتجدد لقاءاتنا ما دمنا قادرين على الصمود والتحرك.
ويستمر الحلم ويستمر الأمل ويستمر الصمود وتستمر المقاومة.