في بداية يوم جميل ..صحو و بديع..زقزقة عصافير قريبة ..تستفيق و جزء منك ملتصق بالفراش ..ليس عجزا أو كسلا ،بل ملتصق مترفق بك أن تعصف بك معاول الروتين و التفكير في الروتين مانعا إياك من إطلاق ذلك المونولوك الصباحي الذي سئمت منه و سئم ،هو الآخر،منك حتى أصبح جزءا منك يحملك و تحمله..و لأن شرارة الإيمان متقدة تحميك تنير دربك،مستقبلك و ماضيك ،تهديك و تواسيك و تدفع عنك تلك المعاول ،معاول اللامعنى و اللاجدوى و ترسم الابتسامة على المحيا لتحيا ..ستحيا ..لأنه مقدر لك أن تحيا و كل يوم ستحيا عندما تدرك أن في كل يوم حياة ..
يمضي بك الزمن هنيهة ،تؤدي طقسك اليومي متنقلا بين الحمام و المطبخ ،ثم واقفا أمام خزانة الملابس ،واقفا مشدوها للحظات ،تقع عينك على حلتك التي قضيت بها الأمس و تتذكر ماذا حل بك ..ومضات من الذاكرة القريبة ،ابتسامة ربما لتذكرك موقفا ،شخصا عزيزا لقيته ..تليها غمضة عين بعصبية دافعة ذكرى أخرى زاحمت الأولى و حيدت نشوتها ..تبتسم أمام هذا العراك الصباحي و تمضي في جدولك الروتيني ،عينك على المؤقت و حالة الطقس ..تمضي الى حال سبيلك محاولا أن لا تنسى شيئا ..و خصوصا هاتفك و بطاقة تعريفك ،تلك البطاقة الصماء التي تدرك جيدا أنها تعريفك الوحيد بين هذه الحشود من البشر ..تذكرك ستنسى كأنك لم تكن .. إنها النكبة المستمرة معك في الزمان ،حنى أضحت جزءا منك ..ثم تردد في أذنك رائعة درويش :
تُنسى كأنك لم تكن
تنسى كمصرع طائر
ككنيسة مهجورة تنسى
كحب عابر
وكوردة في الريح
وكوردة في الثلج
تنسى
انا للطريق
هناك من سبقت خطاه خطاي
من املى رؤاه على رؤاي
هناك من نثر الكلام على سجيته
ليعبر في الحكاية
بالتوفيق اخي عمر