بقلم الاستاذ أعمر بوتوميت
و لما جئت ابتدئ مقالي معنونا إياه ب”مذكرات معلم” لم أنتبه لخطأ مطبعي إلا بعد المراجعة ،إذ أن لوحة مفاتيحي فرضت وجهة نظرها مذكرة إياي بأنها “مذكراتٌ معَالِمٍ”..
و هل هي إلا معالم ،معالم الحياة بتضاريسها ،منعطفاتها ،منحدراتها و مرتفعاتها ،بالمعنى و باللامعنى ،بالعمران أحيانا و بالخواء أحايين أخرى.
مذكرات معلم ليست شرطيا واقفا على باب الذاكرة ،ولا لجنة علمية للتحقيق و التدقيق و استخلاص العبر ..
لست هنا لأتعلم من تجاربي و معرفة مكامن ضعفي ولا نقاط قوتي ..لقد سئمت تلك الجمل الرنانة المشحونة ببعض الطاقة الإيجابية التي تبعث شعورا بالانتشاء محدودا في الزمان ثم يرميك في زاوية انعزالك مواجها نفسك بنفسك ،مواجها الزمن و أهل الزمن ..
هي مذكرات لمعلم ،وجد نفسه معلما قسرا ،معلما إنسان مشكلا ببعض ذاك الطفل و المراهق و الشاب ..الشاب الذي شاب تفكيره و نعى حماسته على نعش التفاصيل المملة ..تفاصيل حياة ،تلك النكرة التي تبحث عن تعريف ..