الرئيسية / الرئيسية / بوزيان المناضل المسكون بالقضية الأمازيغية

بوزيان المناضل المسكون بالقضية الأمازيغية

سعيدة بنت العياشي

وفاء لمناضل كبير لم تفقده أزرو وحدها، بل فقدناه جميعا.. فقدنا انسانا رائعا كرس حياته من أجل قضايا البسطاء والكادحين،

بوزيان هو المناضل السياسي المخلص لمبادئه والذي جسد على أرض الواقع أن المناضل الحقيقي هو الذي يتواجد في الصفوف الأولى مع المواطنين و يتفاعل إيجابا مع نبض مطالبهم..

 وهو الصحفي بجريدة بيان اليوم الذي جعل من قلمه وسيلة لنقل هموم الناس ، وهو المعتقل السياسي ضمن مجموعة 28 الذي قضى صحبة رفاقه 5 سنوات كاملة ضريبة الدفاع عن الحرية والتغيير في هذا البلد السعيد.

وهو الدكتور في العلاقة السياسية الذي ناضل من أجل قيم اليسار وترافع دفاعا عن  حقوق الانسان  ومن أجل جعل هذا الانسان في صلب كل مشروع تنموي،
هو بوزيان اوعلي ، ذاك الأمازيغي القح المسكون بالدفاع  عن القضية الامازيغية وقضايا المقهورين في كل مكان ..فكان  صوته مجللا في كل الاجتماعات دفاعا عن كرامة الانسان البسيط هناك في أقاصي البلاد وفي مداشر وقرى و جبال المغرب العميق، حيث  التهميش و الاقصاء الممنهج  وحيث لا وجود لتلك المشاريع الاقتصادية والتنموية التي يسمعون عنها فقط في نشرات الاخبار.
ومن الموقع الذي كان يوجد فيه سواء كمناضل سياسي او كمستشار لوزير الصحة أو كإنسان ، كان بوزيان يناضل  من أجل توفير أبسط شروط الحياة الكريمة لذاك المواطن المحروم  من ابسط الحقوق التي يقرها دستور مغربنا العزيز.
فعندما تكون متشبعا بقيم إنسانية في التضامن و التآزر و تكون متجذرا وسط الجماهير.. ستخيط الليل بالنهار وكأنك تسابق الزمن، من أجل تحقيق ولو جزء يسير من مطالب الناس، ولعل من عاشوا مع  بوزيان تلك التجارب الإنسانية مازالوا شاهدين على ما قدمه هذا المناضل الاستثنائي في الكثير من المناطق سواء  في إقليم افران او هناك في إقليم الحوز  او في تنغير او امشيل و انفكو و تنفيت وغيرها من المناطق التي ترك بوزيان بصمته الإنسانية فيها.

 وهنا لابد من الإشارة، ان بوزيان  كان في اطار عمل ميداني في احدى المناطق النائية  حين وجد مغمى عليه لساعات و لينقل بصورة استعجالية الى المستشفى ليكتشفوا  ان داء السكري قد فعل فعله في جسده و قد دمر الكلي لتبدأ رحلة المعاناة مع المرض.
لقد نسي بوزيان نفسه وهو يبحث عن إسعاد الاخرين ..

و حتى وهو طريح الفراش بقيت علاقته بالناس متسمرة لا يرد سائلا مهما كان الطلب.. فقد كان يعيش من أجل الناس ومات وهو يحمل همومهم.
فكثيرا ما كان يقول لي و يرددها باستمرار وكأنها وصيته الاخيرة، اخبريهم بضرورة الاهتمام بالأمازيغ … قولي لناس الرباط راه الى ماكانوش الامازيغ حتى حاجة ما تنجح ..وحتى حاجة ما غادي تكون..
واحيانا كان يدخل في نقاش حاد لشرح قضايا الناس متحديا ظروفه الصحية وتعاليم الأطباء. فقد كان اهتمامه بالقضية الامازيغية مسألة مبدا لا محيد عنه والتزام الى آخر لحظة من حياته..
فلا عجب إذن أن تكون جنازته بذلك الشكل المهيب.
لكن بوزيان كان متواضعاً تواضع العظماء  لا يريد جزاء و لا شكورا  وكانه يردد مقولة الشاعر العظيم ناظم حكمت:  يكفيني ان يقولوا كان رفيقا لنا ..
ولقد كنت رفيقا رائعا لرفاقك ورفيقا لكل الناس..
انا انسان 

شاهد أيضاً

ثورة سوريا تنتصر على الأسد

الحرية  والكرامة فجر يوم الأحد الماضي،8 دجنبر 2024؛ حققت المعارضة السورية المسلحة انتصاراً عظيماً على …

محمد لجم

محمد الجم، الرجل الذي…

سومية منصف حجي بربطة عنق تدلت فوق حزامه وتجاوزته ببضع سنتيمترات، وسروال في خصام دائم …

لماذا ذاكرة سلا والتاريخ الراهن؟

يخترق مفهوم الذاكرة، كتمثل قيمي وكتراكم معرفي ، تاريخية الفكر الإنساني وشواهده الحضارية منذ فجر …

ذكرى الوفاء

الصديق : لقد اخترت رفاقي وما ندمت

بقلم:  سعيدة بنت العياشي عندما زرته في ذاك اليوم كان الصديق الاحرش يمر بوعكة صحية …

عزة

مائة يوم غيرتْ وجه العالم…

بقلم ؛ صلاح الدين الوديع أمام ما لا يمكن للغةٍ أن تعبر عنه وعلى مرأى …