سعيدة بنت العياشي
كانت إسرائيل تصور نفسها على أنها الدولة القوية الأكثر تنظيما و الأكثر شراسة وتلك الدولة التي لا تقهر وجيشها لا يهزم ، في حين تصور محيطها بالضعيف الذي لا حول له ولا قوة حين يتجرأ في عملية يستعمل سلاح بدائي الصنع من قذائف محلية الصنع لا تستطيع فعل شيء امام القوة العسكرية الإسرائيلية بكل ما تملك من أسلحة دقيقة و ذكية و حديثة الى أن جاء 7 أكتوبر 2023 وغير كل شيء.
في ذاك اليوم من صباح 7 أكتوبر استيقظ العالم وكله ذهول بالعملية النوعية التي قامت بها عناصر من المقاومة الفلسطينية حين كسر الجدار العازل و الاسلاك و اقتحمت قواعد الجيش الإسرائيلي، في عملية لم تخطر على بال اكبر مخرجي السينما وأفلام الاكشن في العالم.
طوفان الأقصى او الصدمة الكبرى
بدأت العملية بإطلاق رشقات من الصواريخ فجر ذاك اليوم على مناطق داخل اسرائيل وصلت الى القدس كما جرت العادة كل مرة دوت صفارات الانذار، واعتقد الجميع ان الامر توقف عند هذا الحد وهو امر معتاد وان تلك الصواريخ لا تخلف أضرارا كبيرة لكن في حقيقة الامر هذه الرشقات من الصواريخ كانت مجرد ستار لعملية نوعية تجري في مكان آخر غير بعيد من قطاع غزة. عملية أصبحت حدثاً استثنائياً في تاريخ دولة الاحتلال الممتد لـ 75 عاماً.
فقد عبر حوالي 1500 مقاتل فلسطيني الجدار العازل الهائل بين غزة و”إسرائيل”.
عندما أصبح من الواضح أن هذه لم تكن عملية مقاومة عادية، سرعان ما غمرت مئات مقاطع الفيديو وسائل التواصل الاجتماعي، والتي شاهد العالم معظمها، والتي تصور جنودًا إسرائيليين ومستوطنين قتلى، ومعارك إطلاق نار شرسة بين مختلف الأطراف، وأسرى “إسرائيليين” في غزة. واحراق آليات ودبابات إسرائيلية في مشاهد اصيبت الجميع بالذهول. نظرا لدقتها ونجاحها في تكسير صورة الجندي الاسرائيلي الذي وثقته كاميرات المقاومين عاريا او مستسلما.
في ذاك اليوم اعلن عن قتل مئات الجنود و أسر آخرين واقتحام قواعد عسكرية، العملية كانت عبر كل المحاور الجو عن طريق الطائرات الشراعية و البحر و البر. ربما لحد الساعة لم يستوعب الاسرائيلي كيف وقع هذا في ذاك الصباح من 7 اكتوبر و كيف اغرقوا في طوفان الاقصى
لكن الرد لم يتنتظر طويلا بل جاء قاسيا و عنيفا لاسيما بعد ان تم تداول أخبار عن اغتصاب نساء وقتل اطفال و التمثيل بجثتهم رواية تم تصديقها في البداية من طرف الغرب
فكانت الحرب المدمرة على غزة و شعبها حيث قتل آلاف الاطفال و النساء وتم تدمير آلاف الاحياء و محوها من الخريطة