عندما زرته في ذاك اليوم كان الصديق يمر من جديد بوعكة صحية عرفت ذلك من خلال اتصالي بأمينة زوجته. هذه المرة كانت الوكعة حادة و معاناة الصديق كانت كبيرة .
وانا ادخل البيت كان الصديق مستلقيا على الأريكة لا يقووى على الجلوس ، تألمت كثيرا فصعب ان تراه ممددا هو الانسان المفعم بالحوية و النشاط ، حاولت قدر الإمكان كثم حزني على وضعه والظهور بشكل عادي حين ركزت الحديث عن قميص اخضر كان يرتديه ، وانا اعانقه قلت له ضاحكة مبروك عليك اصبحت رجاوي ، ابتسم بصعوبة وقال : هدشي لي خصني ( في إشارة الى صراعنا الكروي المستمر الرجاء- الوداد، الريال -البارصا ) هذا راه ماشي الرجاء ديالك هذا راه قميص ديال فلسطين كنت اشريته في معرض بفرنسا نظمه نشطاء للمطالبة بمقاطعة المنتوجات الإسرائيلية تضامنا مع فلسطين. انا لا استطيع المشاركة في الوقفات التضامنية الان لهذا اتضامن مع فلسطين بطريقتي فلسطين دائما في القلب. سأعطيك قميصا آخر مازلت احتفظ به لتنوبي عني في الوقفات القادمة.
كانت تلك مقدمة لا بأس بها حتى ينسى المرض ولو قليلا .
تعودت على قضاء وقت جميل في ضيافة الصديق و امينة الوقت كان يمر في نقاش في مختلف المجالات و فالصديق يعتبر موسوعة وذاكرة طبعا يحب كثيرا فتح الدفاتر القديمة و الحديث كثيرا عن تلك التجارب و الرفاق و غيره ذلك وله قدرة هائلة على سرد الوقائع بشكل يجعل المتلقي مشدودا إليه وينصت بإمعان.
هذه المرة الصديق لا قدرة له على الحديث الألم كان قاسيا بالكاد تناول القليل من الطعام ليحمل جسده المنهك ويقول لي اسمحي لي سأصعد لأستريح قليلا.
هو صعد فعلا الى الخلود الأبدي
و ترك تلك الرسالة
ويستمر الحلم و يستمر الصمود وتستمر المقاومة .